الاكتتابات دون علاوة إصدار علاج لأزمة سوق الأسهم
- حوار: سعود التويم - 15/04/1427هـ
حين يقرر رجل في قامة عبد الله صالح كامل الحديث ولأول مرة في الصحافة وعبر جريدة "الاقتصادية" فهذه إضافة كبيرة تسجل حضور "الاقتصادية" بين القراء ورجال المال والأعمال.
لكن، هل يحتاج عبد الله صالح كامل الرئيس التنفيذي لمجموعة دلة البركة إلى تقديم نعرف به القراء.. احترت أن أضيف شيئا إلى سجل رجل شرب العمل التجاري منذ نعومة أظفاره مع والده في مجموعات شركات دلة البركة على مدى ربع قرن فالزمن كفيل له بتقديم شهادات النجاح التي طافت باستثمارات "دلة" من مشارق الأرض إلى مغاربها.
ذات مرة سألت أحد التجار الجداويين ما الرابط الذي يجمع بين كبار التجار فقال الصدق والصدق لا يأتي إلا بخير, ومن يصدق يحترمه الناس, ويحرصون على التعامل معه باستمرار.
وهؤلاء ليس المال غايتهم بل هو وسيلة لتحقيق غاية, ولتحقيق رضا الله عز وجل, ورد الجميل للناس وللوطن, فتجد أن أفكارهم تشكل منهجا متكاملا للحياة وتظهر بصمة واقعية لتجارب حقيقية. صحيح أن كل إنسان يريد النجاح والتميز والتألق في الحياة. ولكن ثمة مرتكزات لا يحيد عنها الرجال الشرفاء في التنافس التجاري يسيرون عليها في طريق مستقيم وقليل منهم يدرك أهمية منال المكانة اللائقة في المجتمع فتجدهم بتلك الطيبة, والتواضع والاحترام, وهنا نالوا المكانة اللائقة في المجتمع, لا بسبب ما جمعوه من مال, والأضواء التي سطعت بهم. بل بسبب الأعمال التي فعلوها بواسطة هذا المال, وصنف هؤلاء لديهم قناعة راسخة أن المال يأتي ويذهب, وما يمكث في الأرض هو العمل الطيب لا سواه, والتجارة ليست مهنة, بل رسالة وأمانة.
يطرح عبد الله صالح كامل في الحديث الصحافي الذي تنفرد بنشره "الاقتصادية" مجمل رؤى تحسب للمواطن الغيور على مصلحة الوطن، ينصح أحيانا ويوجه بتنمية أحيانا ويطالب في بعض الإجابات. تلمس غيرته على الوطن حينما يطالب البعض بالكف عن التخرصات فسوق الأسهم طالها ما طالها وكل أدلى بدلوه بقصد أو بغير قصد لكن من يستطيع أن يؤثر في الناس البسطاء!
شمل الحديث الذي استعرض فيه كامل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، هذا الحلم الذي صار واقعا وعكس تخرصات البعض حينما أسرفنا في الكلام بعبارة رؤوس الأموال تهرب إلى دبي! ويرد عليهم بالقول ماذا يعني دخول أعمال في السوق السعودية؟
هنا حلم أصبح واقعا ومشروع يستحق أن نلتف حوله بالإنجاز والعمل لنقدم للأجيال المقبلة آفاقا واسعة من فرص الاستثمار والعمل.
في الطابق الـ 14 في برج دلة في جدة التقيت رجل الأعمال الشيخ عبد الله صالح كامل وتحاورنا حول مجمل القضايا الاقتصادية التي تشغل بال رجال الأعمال والمستثمرين بدءا من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، مرورا بما يحدث في سوق الأسهم وأبعاد تأثيره على صغار المستثمرين فإلى الحوار:
بداية هل من نبذة موجزة عن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ من حيث عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب وتكلفة المشروع؟
تعلم أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ستقام في رابغ على مساحة 55 مليون متر مربع ويبلغ إجمالي الاستثمارات التي ستضخ في المدينة 100 مليار ريال، والمشروع يقام تحت مظلة الهيئة العامة للاستثمار برأسمال 8.5 مليار ريال ويضم المشروع ست مناطق رئيسة هي: ميناء بحري عالمي، منطقة صناعية، منتجعات شاطئية، جزيرة مائية، ثلاثة أحياء سكنية، ومدينة تعليمية. وسيوفر المشروع 50 ألف فرصة وظيفية بعد اكتمال تسويقه بين المستثمرين المحليين والعالميين. سيتم طرح 255 مليون سهم تمثل 30 في المائة من رأسمال مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بعد استكمال الإجراءات النظامية.
هل لا يزال خيار طرح جزء من مدينة الملك عبد الله قائما للاكتتاب العام ومتى تعتقد طرحه؟
تعلم أننا كمؤسسين انتهينا الأسبوع الماضي من توثيق عقد تأسيس الشركة والنظام الأساسي في كتابة عدل رابغ, وسيتم طرحها للاكتتاب إن شاء الله بعد استكمال المرفقات الحكومية وسيكون الاكتتاب بقيمة عشرة ريالات للسهم الواحد دون علاوة إصدار, وذلك من خلال 255 مليون سهم تمثل 30 في المائة من رأسمال مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وقدمت كل المستندات والدراسات المطلوبة لهيئة سوق المال ووزارة التجارة والصناعة لصدور ترخيص بدء النشاط.
ولكن البعض يدعي عدم ملاءمة الطرح الاكتتاب الأولي في الوقت الراهن بزعم عدم وجود سيولة؟
أنا اعتقد أن العكس هو الصحيح فالسيولة ضخمة ومتنامية، ولنأخذ تجربة بعض الشركات التي طرحت للاكتتاب أخيرا مثل اكتتاب شركة الورق، حيث كان المطلوب 400 مليون ريال فقط واكتتب أكثر من 2800 مليون ريال، وهذه شركة مطروحة بعلاوة إصدار وبالتالي اعتقد أن هذا يرد على من يقول إنه ليس هناك سيولة في السوق، فالسيولة موجودة ومتنامية والرغبة للاكتتاب موجودة وبالعكس هذا الاكتتاب سيطرح بالقيمة الاسمية ليس عليه علاوة إصدار وسيكون مفيدا لصغار المكتتبين، أما بالنسبة للمؤسسين فسيكونون موجودين والتزامهم طويل الأجل، وفي المقابل فإن تخرصات البعض في تفسير التصحيح الحاد والسريع الذي تمر به سوق الأوراق المالية من حيث الزعم بتسييل المحافظ أو انعدام السيولة هي محض تخرصات ولا تعكس الواقع مطلقا. وسياسة الدولة الرشيدة حاليا بإسراع طرح أسهم أولى دون علاوة إصدار لمشاريع عملاقة وطنية هو أحد أهم مفاتيح إعادة الحيوية إلى السوق التي لا أفسر نزولها إلا بأسباب نفسية وارتفاع أسعارها فوق المعقول.
إلى أين وصلت مراحل العمل في المشروع؟
المطور الرئيسي شركة إعمار بدأت في العمل من ثاني يوم للإعلان عن المشروع والآن العمل قائم على عمل تجهيز مركز مبيعات الموقع وتهيئة تأهيل المقاولين والبدء في ترسية الأعمال الأساسية للمشروع، ونحن بانتظار موافقة وزارة التجارة على ترخيص الشركة للبدء الفعلي لمجلس الإدارة لأداء مهامه وللمطور للبدء في عمله.
ما أسباب تأخر موافقة وزارة التجارة؟
لا اعتقد أن وزارة التجارة تأخرت، كان لديهم ملاحظات والملاحظات يجاب عليها ولا اعتقد هناك تأخير غير عادي واعتقد أنه إجراء طبيعي وليس تأخيرا. والمشروع يسير وفقما خطط له.
لماذا اختيار مدينة رابغ بالذات؟
الموقع الذي اختارته هيئة الاستثمار، في مدينة رابغ موقع استراتيجي يقع في منتصف المسافة بين المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة ويخدم ثلاث محاور رئيسية إضافة إلى خدماته الكبيرة للحجاج والمعتمرين والزوار للديار المقدسة، وكذلك نقل وشحن البضائع الواردة أو الصادرة وقربه بمحاذاة مشروع سكك الحديد الجديد الذي سيخدم المنطقة، أعتقد اختيار هيئة الاستثمار للموقع ليس نابعا من فراغ وإنما نابع من دراسة ودراسة عميقة، وهناك مدينة تعدينية في منطقة رأس الزور أعلن هنا المهندس علي النعيمي وزير النفط الأسبوع الماضي ستقام في الشرقية وهيئة الاستثمار أعلنت عن مدن أخرى ستقام بين العديد من المناطق السعودية.
كرجل أعمال وصاحب خبرة، ما انعكاسات مدينة الملك عبد الله على اقتصاد الوطن عموما؟
دون شك المشروع يخرج عن إطار المشروع العقاري الذي يعتاد البعض عليه، فالمشروع عبارة عن مدينة اقتصادية متكاملة وستخلق فرص عمل خارج إطار المدن الرئيسية وستكون فيها صناعات خارج إطار المدن الرئيسية أيضا وهذه مساندة لفك الاختناقات التي تحدث في المدن الصناعية المجاورة مثل المدينة الصناعية في جدة. وسيشكل ميناؤها واحدا من أكبر الموانئ الموجودة في العالم وهذا الميناء لن يأخذ من حصة الموانئ الموجودة على البحر الأحمر في السعودية بل العكس سيكون إضافة أخرى مهمة ومطلوبة لصناعة المواني السعودية.
وأنت تعلم أننا نحلم ويحق لنا أن نحلم مثل كل الدول التي تحلم بمشاريع اقتصادية عملاقة تنافس وتزاحم في جذب الاستثمارات. الآن السعة الاستيعابية التابعة لميناء جدة الإسلامي تقريبا وصلت إلى مرحلة الحد الأقصى. صحيح أن هناك توسعة أخرى، والموانئ المجاورة لنا مثل جبل علي والشارقة وغيرها تخطط أيضا لتوسعات ربما تصل إلى خمسة أو ستة أو سبعة أضعاف ميناء جدة الإسلامي. لماذا لا يجوز أن يكون لدينا سعات أكبر في الموانئ؟ فميناء مدينة الملك عبد الله في رابغ سيضيف ولا يأخذ من السوق الحالية بل سيكون إضافة جيدة من منظومة الموانئ التابعة للسعودية.
ما الخصائص من وجهة نظرك التي لم تذكر في المشروع؟
أعتقد أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية حلم، والحلم أصبح واقعا بتوجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. حيث تكون منطقة اقتصادية تعطي بيئة ملائمة للعمل ودعم هيئة الاستثمار أنها تخلق هناك معها بيئة عمل.
بالأمس ذكر محمد العبار رئيس شركة أعمار أن هناك شركات عالمية أبدت رغبة في دخول مدينة الملك عبد الله كمستثمر رئيس في المدينة، كيف ترى دخول مثل هذه الشركات المشروع؟
أعتقد أنه انعكاس أولا لثقة الشركات العالمية في اقتصاد المملكة، ثانيا كجدوى اقتصادية لمشروع مدينة الملك عبد الله وهذا يعكس الثقة في أداء "إعمار"، وهناك شركات عالمية في المعلوماتية وغيرها أبدت رغبة في الدخول. وفي الصناعات الخفيفة والثقيلة أبدت شركات رغبة في الاستثمار وشركات فندقة عالمية رغبت الدخول في استثمارات فنادق المدينة حتى بعض رجال الأعمال الذين لم يدعوا للمساهمة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية أو لم يتمكنوا أو لم تسمح لهم الفرصة في مرحلة التأسيس ما زالت السوق مفتوحة والفرص في مدينة الملك عبد الله عديدة وواسعة وكبيرة.
كصاحب تجربة وخبرة في مجال المشاريع والإنشاءات، هل ترى أن الفترة الزمنية السنوات الثلاث كفيلة بالانتهاء من المشروع كاملا؟
إنجاز المشروع كاملا لا، لكن أول دفعة من الساكنين سوف تنتقل إلى المدينة حسب الخطة من 24 إلى 36 شهرا من بدء العمل وليس الانتهاء من مشروع بل هي أول دفعة من الساكنين، أما استكمال الميناء فأعتقد أن هذا سيتم بعد ثلاث سنوات.
أنتم من أكبر المستثمرين في الشركات المساهمة القائمة حاليا في سوق الأوراق المالية السعودية، ما تقييمكم للوضع الراهن؟ وهل هناك أزمة في تسييل المحافظ؟
اعتقد أن عدد وحجم المحافظ التي تم تسييلها قليل جدا قياسا بتخرصات البعض، وكما أعلنت عنه مؤسسة النقد ويجب أن نصدق ما تقوله مؤسسة النقد، الذي يحدث الآن في سوق الأسهم نفسي مصحوب بمغالاة في الأسعار. والآن الأسعار في السوق مغرية للدخول فيها وهناك فرص استثمارية في العديد من الشركات قياسا بمكررات أرباح 2006 لكن أعتقد أنها عملية ثقة ووقت وستتحسن السوق بشكل أكبر.
ألا تعتقد أنها أزمة قرارات تنظيمية؟
أنا لا أعتقد ذلك أنها بسبب أزمة قرارات تنظيمية، مثلا لو رجعنا إلى السوق في 26 شباط (فبراير) وتلاحظ أسباب النزول أنا أعتقد أنه غير مبرر أو أن نسبة التذبذب أصبحت إلى 5 أو 10 في المائة يجعل السوق تهبط فهذا غير مبرر أبدا. ولا اعتقد أن هناك قرارات سلبية، يمكن أن تكون هناك أولويات مختلفة لكنها لا تبرر هذا التصحيح القوي المتسارع. وأصلا السوق كانت مؤهلة للتصحيح بطبيعتها لأنه لا يمكن لسوق في العالم أن ترتفع بالطريقة التي ارتفعت بها سوق المال السعودية بهذه السرعة.
ولكن هناك من يعتقد أن من أسباب هذا الهبوط الحاد طرح شركات جديدة مثل مدينة الملك عبد الله وبنك الإنماء وبالتالي مثل هذه الشركات الكبيرة تشجع العديد من الناس على تسييل محافظهم؟
السيولة موجودة ومتنامية وواضح من تقرير مؤسسة النقد أنها متاحة وموجودة وتفوق الـ 580 بليون ريال حسب التقارير التي نشرت. ودعني أسألك كم سيكون عدد المضاربين؟ وكم سينسحب؟ وهناك حد أعلى وحد أدنى في الاكتتابات فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون نزول اكتتاب شركات جديدة عاملا مؤثرا سلبا على سوق الأسهم، بل على العكس أرجح أنها محفزات إعادة الحيوية للسوق فالعملية نفسية وإشاعات فقط، لكن السيولة موجودة والاكتتابات الأولى لها فائدة في السوق بعكس ما يتصور البعض لأنها تعوض صغار المستثمرين عن خسائرهم. وأؤكد تقديم مصلحة صغار المستثمرين على حساب مضارب علق في السوق بأسعار عالية.
هل تؤيد اندماج بعض الشركات الضعيفة مثل الشركات الزراعية؟
بالنسبة لي أنا أجهل القطاع الزراعي، لكن الاندماجات بين الشركات ظاهرة اقتصادية إذا سجلت قيمة مضافة للشركات وقللت من التكلفة ورفعت الإنتاجية بشرط أن تكون مدروسة وفق بيانات علمية.
هل تؤيد طرح شركات جديدة أخرى؟
نعم أؤيد طرح شركات جديدة في السوق ولكن بشرط أن تكون مدروسة على أسس علمية واقتصادية ولديها عوامل النجاح وعوامل النمو، وأؤيد وبشدة طرح أكثر للشركات العملاقة ذات البعد التنموي وبالقيمة الاسمية من غير علاوة إصدار. فهي تعطي مساحة أكبر لذوي الدخل المحدود للاكتتاب في تلك الشركات وتمنحهم فرصا استثمارية أكثر بكثير في فرصة الاستفادة أكبر من شركات تطرح بعلاوة إصدار.
ولكن هناك من يرى أن طرح مثل هذه الشركات الكبيرة يمتص السيولة من السوق؟
هذا ليس كلاما علميا فالسيولة ضخمة ومتنامية كما أسلفت وهذه النظرية لا تدعمها الأرقام وليس من العدل أن تحرم ثمانية ملايين مواطن يستفيدون من اكتتابات أولية بعشرة ريالات وتباع اليوم الثاني بعدة أضعاف لحساب رؤية شخص يرى أن هذا مؤثر سلبي، ربما يكون سلبا على مصلحة ضيقة ولكن الواجب الوطني شيء آخر أن اكتشاف هذه النظرية يعني عدم طرح أسهم بنك الإنماء وغيره من الشركات العملاقة فهل هذا معقول.
كيف تقرأ مستقبل اقتصاد الوطن؟
الوطن مقبل على طفرة اقتصادية كبيرة ومع ارتفاع أسعار النفط فسيشهد بحول الله تنمية اقتصادية كبيرة جدا وهذا توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظة الله، وهذا ما نلمسه يوما بعد يوم من تقديم العديد من الفرص الاستثمارية وطرح تنفيذ المشاريع وتخفيف الأعباء عن المواطن من خلال رفع المرتبات وتخفيض أسعار النفط وتقديم العديد من الشركات التي من شأنها أن تسهم في احتواء هذا النمو السكاني الكبير في المشاريع المستقبلية والحمد لله الفرص اليوم موجودة ومتاحة لمن يرغب أن يعمل بجدية وسوف توفر فرص الأعمال الجديدة فرصا وظيفية أكثر.
معظم الناس وخاصة رجال الأعمال.. لماذا السرية الكاملة والقوية على إعداد مخطط مدينة الملك عبد الله الاقتصادية؟
دعني أستعين بجملة الأخ عبد الرحمن الرويتع قبل أيام في برنامج التقرير على قناة "العربية" (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، أولا المشروع أعلن للجميع وبمباركة وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ولعل تلاقي أفكار "دلة البركة" وشركة عسير مع شركة إعمار والتي فضلت "إعمار" أن يكون لديها شريك سعودي لديه خلفية في التطوير فنحن لدينا خلفية في تأسيس مدينة درة العروس ودرة البحرين ودرة الرياض وبحيرة تونس منذ 25 عاما ولنا دور ريادي في تطوير مشاريع حضرية في لبنان، فشيء طبيعي أن يتلاقى مطوران مع بعضهما "دلة" و"إعمار" بحجمهما وقيمتهما، ومن هنا تلاقت الأفكار وكان يجب أن يحافظ المشروع على السرية التامة لكي يخرج على منظور صحيح، ولا يتعثر خاصة في سمعة شركة مثل إعمار قيمتها السوقية اليوم تتجاوز 20 أو 30 مليار دولار وحجم أعمالها في كل المنطقة وأعتقد أن هيئة الاستثمار تمكنت من المحافظة على سرية العمل حتى خروجه إلى النور وهذا ليس بمشكلة بل ميزة.
"إعمار" تدخل بثقلها إلى السوق السعودية وهنا من يتحدث عن خروج رؤوس أموال سعودية إلى دبي كيف تقرأ هذه المتناقضات؟
هذا أكبر رد على المشككين في قوة ومتانة اقتصاد الوطن والفرص المتاحة فيه دخول شركة إعمار إلى السعودية وهي مستثمر غير مواطن أمام كل المغريات التي تقدمها لها الدول شهادة كبيرة يجب أن نعتز بها وندعم المشروع لأن نجاح هذا المشروع سيأتي بشركات عالمية كبيرة وتنفق أموالا طائلة في اقتصاد الوطن وهذه فرصة عظيمة يجب تقديرها وعدم محاربتها لأهواء شخصية.
كيف ترى مستقبل سوق الأسهم بعد دخول مدينة الملك عبد الله في التداول؟
دون شك ستكون إضافة قوية لسوق المال خاصة وأن لدى مدينة الملك عبد الله مشاريع جديدة وأسلوبا جديدا وطرحا جديدا ومنتجات متنوعة تخلق فرص أعمال واستثمار واسعة بين الخدمات والصناعة وأتوقع أن تحدث هذه المتغيرات قوة في سوق الأسهم على المدى المتوسط والبعيد بشكل ممتاز.
كيف تقرأ ما حدث في سوق الأسهم ونزول المؤشر من 20 إلى عشرة آلاف نقطة؟
أنا شخصيا مع هيئة سوق المال ومقتنع بكل ما عمله الأخ جماز السحيمي من قرارات ولا يمنع هذا حوارا حول بعض الأولويات لكن شخصنة تحليل التصحيح هو أمر غير موضوعي ويعكس حالة التخرص التي ابتلت الخطاب العام حول الموضوع، وأسال: هل من أجل تحديد نسبة 5 في المائة هدفه حماية السوق يتسبب في هبوط السوق؟ الآن أسعار سوق الأسهم مغرية جدا في الدخول وخصوصا القطاعات ذات النمو والأرباح الجيدة ومؤشراتها قوية مستقبلا.
هل تعتقد أن قوة الاستثمارات في مشروع مدينة الملك عبد الله ستنعكس على سوق العقار في السعودية ورابغ خصوصا؟
دون شك ودعني أستشهد بما نشر أخيرا في الصحف وهو تقرير من أحد البنوك في السعودية يتوقع أن المملكة تحتاج إلى أربع سنوات مقبلة لبناء نحو 2.62 مليون وحدة سكنية جديدة وسوف تبلغ الاستثمارات في بناء المساكن الجديدة 1.2 تريليون ريال، أعتقد أن مشاريع الإسكان والعقار في مدينة رابغ والطرق المؤدية إليها أيضا ستشهد نموا مطردا لتلبية هذه الاحتياجات.
متى سيتم طرح مجموعة البركة المصرفية للاكتتاب؟
إنشاء الله يوم 23/5/2006 ونتوقع له نجاحا باهرا.
ما رسالة الشيخ عبد الله صالح كامل إلى رجال وسيدات الأعمال؟
لكل أخ وأخت من رجال الأعمال أقول لهم لنتحمل جميعا المسؤولية في الانضباط في التحليل وقراءة السوق المالية وعدم التسرع في التدخل تخرصا بما يجهله البعض وهذا واجب وطني. كل رجل أعمال يعمل في السوق مسؤول عما يتحدث به ولا تستعجل بالرأي، صحيح أن هناك من خسر من هذا التصحيح الحاد والسريع وربما وصلت خسائر البعض إلى مئات الملايين ولكن يجب أن يتذكر أنه كسب أيضا مئات الملايين من سوق الأسهم فلماذا نزعل ونصرخ بعد الخسارة فقط وننسى بعد الربح، اقتصاد الوطن مسؤولية الجميع وعلى الجميع أن يتعاونوا على تحمل المسؤولية. والتصحيح إلى أعلى قادم لكن بهدوء وأناة وعلاج الخسائر بالاستثمار المباشر والكف عن المضاربة واعتماد استراتيجية طويلة، وطرح شركات عملاقة ذات بعد تنموي وطني واحذر من تسويق خرافة مفادها أن هناك زرا يكبس فيعود المؤشر إلى أكثر من 20 ألفا فهذا غير صحيح.