
قبل قليل أنهيت رحلـتي التي دامت لمدة اسبوعين تقريباً مع الجزء الأول من ثلاثية أحلام مستغانمي ( ذاكرة الجسد )
في الحقيقة جذبتني أحلام حد الإنبهار !
استطاعت بنجاح ان تشدني إليها حتى اصبحت اتخيّلها تحادثني من بين السطور
اعجبني فيها ثرائها اللغوي وقاموس مفرداتها المليء حتى الفيضان ..
اعجبتني تشبيهاتها التي تأتي بغتـة دون سابق انذار , حينما اقرأ احدى المقاطع واتصوّر الموقف , تراودني الكثير من الاحتمالات لنهاية الموقف المسرود امامي
لكن احلام بشطارتها وبراعتها تنتشلني من احتمالاتي الى احتمالاً آخراً لم يخطر ببالي ولا يمكن ان يخطر..
كاتبة اسطورية عربيّـة يفخر بها التاريخ الأدبي العربي ..
استطاعت ان تتحدّث عن واقع الأمة العربية بكل واقعية , عن ضعفها وتدهورها , عن تخلفها وتراجعها الى الخلف في وقت يتقدّم فيه العالم اجمع الى الامام ..
عن آلامها وجراحها
عن الثكالى المكلومات
عن خيانات الوطن وقاذورات الخونه
عن الشعب الجزائري ومعاناته قبل الاستقلال وبعده !!
استطاعت ان تتحدّث عن مشاعر العشق بكل عبارات الجنون العشقي والهوس الغرامي
استطاعت ان تصوّر حياة الشعراء والكتّاب , وحياة الرسّامين بكل شفافية
استطاعت ان تحبك المنطق حبكاً , وتنسج بالحروف قطعاً من الحرير ..
استطاعت ان تجعلني اعيش جُل اللحظات مع بطل الرواية ( خالد )
في فرحة وبؤسه , في بكاء حزنه , وفي شموخه وكبرياءه حتى في الحصول على حق من حقوقه
مُقتبس من روايتها :
الذين قالوا وحدها الجبال لا تلتقي .. أخطأوا
والذين بنو بينها جسوراً , لتتصافح دون ان تنحني او تتنازل عن شموخها .. لا يفهمون شيئاً في قوانين الطبيعة
الجبال لا تلتقي إلاّ في الزلازل والهزّات الأرضية الكبرى , وعندها لا تتصافح , وإنما تتحول إلى تراب واحد !!
لا اعلم كيف تنسابُ الحروف من مِحبرتها المُتدفّقة على الورق بهذا الجمال الابداعي ؟
ولا ادري كيف تـُصبح العبارات عجائن من بين يديها , تُشكّلها كما تشاء !
وتعبث في خيالنا بريشة قلمها الناعمة ..!
عموماً , هي نعمة من الله يهبها من يشاء من عباده ..
فمهما قلت ومهما وصفت لن استطيع ان اقدّم شيئاً من رائعتها ..
عتبي فقط على بعض العبارات الغير شرعية التي تتخلل الرواية ..
.