الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يستقبل الناس أحسن استقبال ويهش في وجوههم
حتى وإن كان يبغض ماهم عليه من طباع أو صفات
ويتضح هذا في قوله للرجل الذي أقبل إليه قبل ان يدخل عليه: (بئس أخو العشيرة)
لما استأذن عليه رجل قال : اءذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة ،
فلما دخل ألان له الكلام . قالت عائة رضي الله عنها : قلت : يا رسول الله قلتَ الذي قلت ،
ثم ألنت له الكلام . قال : أي عائشة إن شرّ الناس من تركه الناس - أو ودعه الناس - اتقاء فحشه . رواه البخاري ومسلم .
وقال الشيخ عبدالرحمن السحيم في ذلك:
(((فالفرق بين المداهنة والمدارة
أن المُداهنة والإدْهان : المصانعة واللين ، وقيل : المداهنة إظهار خلاف ما يضمر ، والإدهان الغش ،
ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .
وفي التوقيف على مهمات التعاريف : المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه ، حفظا لجانب مرتكبه ، أو لقلة مبالاة بالدين .
وأما المداراة : فهي المداجاة والملاينة ، كما في مختار الصحاح .
وقال ابن الأثير في غريب الحديث : المداراة ملاينة الناس وحسن صحبتهم ، واحتمالهم لئلا ينفروا عنك .
وفي المصباح المنير للفيومي : داريته مداراة : لاطفته ولايَـنْـتُـه .
فالأول – وهو المداهنة - تكون مع عدم طيب النفس ، ويكون مع عدم المحبة
وقد تكون المداهنة في أمر مُحرّم ، بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله - )))