أما عند حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إنما حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة»
فأخرجه الترمذي والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم حبب إليه النساء. واختلف في حكمة تحبيب النساء إليه، فقيل: لينقلن عنه ما لا يطلع عليه الرجال من أحواله ويستحيا من ذكره، ومن جملة ذلك: أحكام الغسل والحيض والنفاس والعدة وما شابه ذلك.
وقيل: حبب إليه صلى الله عليه وسلم النساء زيادة في الابتلاء في حقه حتى لا يلهو بما حبب إليه عما كلف به من أداء الرسالة، فيكون ذلك أكثر لمشاقه وأعظم لأجره.
وقد نقل السيوطي عند شرحه لهذا الحديث كلا ما نفيسا عن السبكي حيث قال: السر في إباحة نكاح أكثر من أربع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيا من ذكره وما لا يستحيا منه.. إلى أن قال:.. ولم يكن ذلك لشهوة منه في النكاح، ولا كان يحب الوطء للذة البشرية -معاذ الله- وإنما حبب إليه النساء لينقلن عنه ما يستحي هو من الإمعان في التلفظ به، فأحبهن لما فيه من الإعانة على نقل الشريعة.
أما حبه صلى الله عليه وسلم للطيب فلكونه يناجي الملائكة وهم يحبون الطيب.
والله أعلم.
ما ورد أعلاه لم تأتى فيه سيرة فتنة الرسول بالنساء ولو تلميح أو تصريح أو أى شئ من هذا القبيل أو حتى إستناداً على الحديث المذكور.