لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. !
ما أعدل وأرحم وأرأف هذا الدين العظيم الذي نفى الإيمان عمّن يؤثر نفسه ويُقدم رغباته ويحقق أهواءه ، ولا يسعى لأجل الآخرين أو على الأقل يتمنى لهم ما يتمنى لنفسه .
لنحقق هذا الحديث العظيم في نظرتنا للزوجة الثانية /
لا ذنب لها ، الرجل هو من سعى إليها وليس العكس ، نجدها كبيرة سن أو متواضعة جمال تخلت عن أحلامٍ طويلة عريضة لأجل أن تريح أهلها من هم مستقبلها .
بالعقل يا جماعة / من تطمع في ( نصف ) رجل ؟!
وإن كانت ملاحة الدنيا في عينيه وخزائن قارون بين يديه .. !!
فكيف برجالنا الذين لا يملكون عشر العشر من هذه المقومات .. ؟!
صدقوني ، إن كان هناك من يُرثى له ويستحق التعاطف فهي الزوجة الثانية .. !
وإلى جانب تكسر الأحلام على صخرة الواقع المرير بالزواج من نصف رجل ، تتحمل نظرة المجتمع القاسية .. !
يا رب اجعلنا ممن يرحم ويُرحم .. !
لم تبتسم لها الأقدار فابتسموا لها .. !
وتذكروها : من لم يهذب الشرع أخلاقه ؛ يتكفل الزمن بتحسينها قسرًا ، وقادمٌ لا محالة ذلك اليوم الذي نتقهقر فيه عن برج الغرور ونظرة الإقصاء لتعساء الحظ ؛ لأننا دخلنا من ذات بوابتهم .. !
الحياة لم تقطع لنا وعدًا بأقدارٍ وردية مخملية ، بل سيجيئنا من أصناف الحظوظ ما يجعلنا نحسب للكلمة ألف حساب قبل أن نخرجها .
إنزال الحديث لواقع الرجل /
لو كنتَ مكان الزوجة الأولى هل ترضى .. ؟!
رجاء دع عنك اسطوانة حقك الشرعي ، فأنا أحاجك من بوابة الشرع أيضًا ومن متن حديث شريف .. !
مع الرجل لا يوجد منطق ولا حجة يعتد بها ، وإن خالفتِ وحاججتِ سارع بتحجيم عقلك .. !!
نعم واسفاه على عقلي لأنه ظنّ أن منكم من سيأتي بحديث موزون عن التعدد وليس مجرد رغبات تموج في صدره وتعجزه عن صف حروف منطقية تقنع الطرف الآخر .
عمومًا يؤيد منطقي مشايخ أكابر من سالف الزمن وحاضره ، ولا أحتاج لتأييد مجهول .
الغريب في الأمر أنهم ينعتون الرافضة لهذا الأمر بتحكيم العاطفة ، ولا يخفى على ذي لب أن في ذلك استنقاص لخلقة رب العالمين ونفحته في حواء .. !!
حتى إنجاح التعدد جعلوه على الزوجتين في حيلة جميلة مفضوحة للهروب من زخم المسؤوليات .. !
وكأن الزوجتين هما من اتخذ قرار الزواج وسعى له .. !
والله العظيم – قسمٌ سيحاجني ربي به عند صراطه - ، في مدرستي فتاة مصرية اللهجة ( سعودية الجنسية ) تبين لي من سجلها أنها ابنة لمستشار اجتماعي شهير لا أشك أن نصفكم على الأقل يعرفه ، ومع ذلك لم يطبق فلسفاته التلفزيونية في حياته الأسرية .. !
لدرجة أنها توسلت لي في يوم الحفل ألا أصرح بعائلة البنت في التكريم ؛ لأن الزوج يرفض ذلك .. !
أنموذج من نماذج عدة لواقع المعددين المندفعين عبر طريق ( حقي الشرعي ) دونما إلمام بحقوق أعظم في جانب الزوجة الثانية ومدى تقبل المجتمع لها ومعيشة أبناءها معيشة طبيعية .. !
اللوم على الزوج أولًا وأخيرًا – والزوجة الثانية بريئة - فهوَ الأدرى بزوجته الأولى ، بأبنائه منها ، بواقعه ، بشخصيته ، بقدرته على إدارة زوجتين وأسرتين عاطفيًا وماديًا .
أما إن كانت ثمة حاجة حقيقة للزواج ، فقطعًا سيمشي الأمر بسلاسة تامة في إطار الأسرة الأولى وبمباركة المجتمع .
الزواج الثاني شُرع حلًا بدل الطلاق ، فهو رحمة تفضل بها رب العالمين وليس كابوسًا كما صيّره أزواج اليوم .
*أرى إشارة لمواضيع زين نجد – رغم منطقية أغلب حديثه – ولا أرى تمليحًا لذلك الموضوع المتحدث عن حضور الأبناء لزواج أبيهم الثاني .. !
هناك من أيّد ذلك ولم يُعب عليه رأيه ، وبما أن الشرع هو الفيصل كما يهمكم وكما تسعون سراعًا لتطبيق سننه ، فهو أعطى الأب حقًا واحدًا وأعطى الأم ثـلاثة حقوق .. !
فمن الأولى بتقدير مشاعره ومراعاة أحاسيسه .. ؟!!
من نراعي الزوجة الأولى أم الثانية .. ؟! /
تُحدد ذلك القرابة ، فتُظهر مشاعر الفرح إن كانت أواصر الرحم تربطنا بالزوجة الثانية ، وتُظهر الوقفة الاجتماعية ومراعاة المشاعر للزوجة الأولى إن كانت الصلة دمًا كما أسلفت .
أما إن تساوت القرابة فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، والعدل هو أوسط الأمـور وأحسنها .