طابت لياليك يا صديقي ، أنا وأعوذ برب الصمد من كلمة أنا ، أنا الماثل أمامك الآن جئت بحمد الله من الهامش المسحول من سحق بصمات الإبهام ،جئتك هرباً من أصبع القارئ الأحمق فاراً من ذاك الذي يقلب الصفحة بلا أدنى رحمة أو حتى بعض تواضع يجعله يهبط برمشيه إلى أسفل الصفحة ليلحظ أن ثمة كـُليمات ضئيلات يقمن صلب مخيخه الجائع! جئتك بعد أن من الله علي بالترقية من معطي لا يأخذ ولا يؤخذ به ، إلى أناني يرى مصلحته أولاً! وعوداً على ذاك القارئ المغرور فليس من العدل تركه بلا تعنيف وركل وبصق ، حتى ولو كان غائب ،فبعض الغيبة والنميمة مأجور فاعلها ملعون تاركها .. فذاك الأبله أبو نظارة متقدمة إلى طرف أنفه الممتد حد مستوى رؤيته للمستقبل ، لا يقرأ ما يفيد فالقراءة بالنسبة له عبارة عن عقاب للنفس وجلد للذات بل أنها تقزيم لأنانيته الضخمة،التي يحسبها ويزكيها على الله أنى شاء ، تعلم كل شيء وتملك كل شيء وتُسيّر كل شيء وكل ما قيل وسيقال معلوماً بالنسبة لها مقدماً غير منقوص ! لك أن تتخيل أبو كرشة ترافقه في حله وترحاله وفي جلسته ومبيته ، حتى وإن أستقبل وودع هي معه تتقدمه في الطائرة والسيارة وفي كل مكان ، وهي أي الكرشه علامة من علامات الأصالة والأنفة والعزة وما كانت لتكون لولا السيف الأخرس !لعلك يا صديقي تعي خطورة أن يدخل محفل أو عرس أو حتى عزاء من غير مداحين منافقين ، يقرعون له الطبول ليتثنى بقامته الضخمة أمام حشد المعزين الذين لا يعلمون أيبكون على فقيدهم أم يهتفون لكرم وتواضع من جاء ليواسيهم؟! أتصدق نسيت الموضوع ؟ نعم نسيت لأني أشعر بشيء من السعادة ، فأنا ما زلت أشعر بشيء من الغبطة والسرور على مخاليع الرئاسات ، خسيس العابدين والقذر اللا مبارك ، وذاك الشاذ عقلياً وجنسياً أبو زنقة .. وعقبال أي مختال أفاك مبين إن شاء الله ، فلعنة الكبت والقهر حلت على الرؤوس المتعنتة المعاندة للواقع والمعقول !! وقريباً بإذن الله سيكون للهامشيين قراء متفحصين ، لا يستخدمون العدسات المكبرة لينظروا إليهم ، بل يعملون على تكبيرهم بآلات الطباعة الحديثة ..
أعي يا صديقي الأسترليني أني شاطحاً حد التطرف والتمرد على الموضوع والمضمون ، ولكن لتعلم يا طيب القلب أني دخلت هذا المتصفح وكتبت أكثر من مرة ، وكأني أحادث نفسي حتى يعتريني الملل مني ومن كلامي ،وقبل اعتماد الإرسال ، أمزق الصفحة بعد البصق عليها وأرميها في سلة المهملات ، إلا هذي المرة ! ولا أدري لماذا؟ يبدو أني أصبت بخيبة أمل !لعجزي عن الكتابة بالعنف الذي أرجوه من مشاعري الهادئة نسبياً