صلينا عليك عشاءَ هذا اليوم وكانت جنازتك وحيدة.
والله أننا بالأمس ومثل هذا الوقت صلينا على ثلاث جنائز ( رجلان وامرأة ) فكانت جنازتك تفوقك بالضعف تلك الثلاث جنائز فقد صلى عليك جموع غفيرة في المسجد وفي المقبرة وهذا دليل على حب الناس لك وأن الكثير يشهدُ لك بالخير ودليل محبة الله لك فمن أحبه الله جعل محبته في قلوب الناس." وأنتم شهود الله في أرضه "
وكلنا سائرون ولكن من يكون مثلك بتحملك وصبرك واحتسابك في مرضك
ولله الحمد فأنت شهيدُ بإذن الله فالغريق شهيدٌ والحريقٌ شهيدٌ والمبطون شهيدٌ بإذن الله..
ومن يبتليه الله سبحانه وتعالى بالمرض فقد أحبه فهو سبحانه يريد أن يصل عبده إلى منزلةٍ بالآخرة لم يصلها بعمله فيبتليه حتى يُدرك تلك المنزلة وأنت كذلك نحسبك والله حسيبك.
أحمد دمعت عيناي وحزنت لفراقك وأنا لا أعرفك ولم يسبق لي أن قابلتك فكيف بمن عاشرك ماذا سيفعل به الحزن.
ولكن ما يُعزي النفس هو أننا نعلم أنك ذهبت على دارٍ خيراً من هذه الدار وذهبت عن فتنٍ نسأل الله ألا ندركها ففي الحديث
( لا تقوم الساعةُ حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ فيه حتى يقول: " ياليتني كنت مكانه " ) أي مكان صاحب القبر وهذا من شدة ما يراه من الفتن.
فتن كقطع الليل المظلمة يُصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعَرضٍ من الدنيا.
فالحمد الله ذهبت وأنت على لا إله إلا الله محمد رسول الله..
ذهبت قبل حلول تلك الفتن التي نرى جزءً منها في هذا الوقت كفانا الله والمسلمين شرها.
لا نقول إلا ما يُرضي ربنا
إنا لله وإنا إليه راجعون
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بمقدار
اللهم أغفر لأخينا أحمد الروضان وأرحمه وعافه وأعفُ عنه أكرم نُزله ووسع مُدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد
ونقهِ من الذنوبِ والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيضُ من الدنس.
اللهم وأجعل ما أصابه تكفيراً لذنوبه ورفعةً لدرجاته
اللهم وأجعل قبره ُ روضةً من رياض الجنة وأفسح له فيه مـدّ بصره
الله يا كريم أكرم نُزله وأجعله في الفردوس الأعلى من الجنة.
يارب.. اربط على قلب زوجته وأولاده وأنزل عليهم السكينة ياكريم
أيها الأخوة الأفاضل في هذا المنتدى..
كلنا سائرون على هذا الطريق والمسلم يجب أن يغفر الزلات والهفوات لأخيه المسلم..
والله سبحانه وتعالى يقول: ( فأعفوا واصفحو ا* ألا تُحبون أن يغفر الله لكم )
ويقول: ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).
من هذا المنطلق لنتحلل من أخينا بل ونعمل شيئاً له هذا أقل ما نجازي به هذا الأخ الكريم رحمه الله.
ولنعفو عن بعضنا ونتسامح فهذه الحياة مهما طالت فهي والله قصيرة ولا تسوى أن نحمل على إخواننا المسلمين.
اللهم قد حللت كل خلقك إلى يوم الدين..
ولن أنسى هذا التاريخ ما حييت 21 / 5 / 1434هـ