[align=center]
\
/
\
/
لا يوجد امرؤٌ ذي لـب يرفض تحكيم الشريعة في حياته ..
هو لا يرفض نعم .. ولكنْ هل طبـّق كلّ ما عـَرف ويعرف ؟
ولــِدَ سؤالي هذا من رحم الخلافات على كثير ٍ من الأمور والتي تشم فيها رائحة الانتصار
( للعادة والتقاليد ) أو ( الميل والهوى ) ..
فما وافق عادتنا وما نريده .. اتبعناه وإنْ لمْ يكن موافقا ً للدين ..
وعندما تحاور شخصا ً يفعلُ ذلك .. يبدأ يميل ويغوص ويلتفتُ يمنة ويسرة بحثا ً عنْ قشة يستنقذ بها ..
فإنْ لمْ يجد تجده يردد ( بلْ نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ) ..
صنف ٌ آخر تجده يـُشـكــّل كثيرا ً من أمور حياته تبعا ً لمَ يوافق ميله وهواه وإنْ خالف الدين ..
وعندما تحاوره .. لا أكثر من قول ( قناعة شخصية والله يهدينا ) ..
لعلني أحترم العاصي .. والذي عـُلـِم عصيانه .. لأنه يظهر ما يـُبْطـِن .. ولا أقول يـُجـاهر ..
بلْ أقصد أنه في حال العلم به .. تجده يعلم معصيته ويـُقـر بها .. ولا يقول لمْ أفعل أو لا أقصد ..
بخلاف ذلك الذي يرتدي ثياب المشيخة الدينية .. ويُنكر ويشجب .. وهو يخفي ما الله به عليم ..
وهو إذ ْ يخفى معصيته .. ليس من باب الستر .. بلْ ( حتى لا يقال فلااااان يفعل ذلك ) !!
ساقني لـ هذا القول .. لغة الرفض والتحجيم الذي أبداه البعض حول ( ملتقى البيئة ) ..
وحديثي هنا لا يتعلق بملتقى البيئة إذ ْ أنني تحدثتُ عنه بتفصيل من خلال مشاركاتي في المواضيع التي طرحته ..
وتحدثتُ فيه أيضا على هذا الرابط لمن أراد أنْ يطلع عليه ..
http://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=74907
تعجبتُ لـِ قلة الحضور والمشاركة فيه .. ربما لأنّ حجتي فيه لمْ تكنْ ضعيفة .. بما أوقع البعض ربما في شراك
عدم القدرة على الرد المقنع .. لستُ أتباهى بشيء ورب محمد .. ولكنني بحق تمنيتُ الحجة ولا أكثر ..
رجل ٌ واعظ ملتح ٍ ومقصـّر .. يناضـِل ويكافح عنْ أفكار ٍ يقتنع به ..
وتجده في المقابل يرتكب أمور تفغر فاكـَ لأجلها .. ( وسراديب الماسنجرات والهواتف خير شاهد ) !!
وليتَ الأمر توقف عند حد ( علاقة برئية مع واحدة سحرت لبه ) .. لقلنا ( القلوب بين يدي الله ) ..
لكنّ العجيب في صداقات متعددة بحجة ( الحوار والفكر والاستفادة ) ,,
أرجو الالتفات هنا أنني أتحدث عن حال شخص يرتدي لباس المشيخة والتشدد .. وليس شخص عاديا ً ..
تجد من يرفض أنْ تقتني زوجته الهاتف الجوال بحجة ( سد الذرائع ) ..
وهو يبيح لنفسه اقتناءه بحجة ( الضرورة تُـقـدّر بقدرها ) ..
وآخر يـُزوج أخته أو ابنته غصبا بحجة ( أنه الأعلم بما يصلح لها ) ..
في حين هو يُعدد ويُعدد بحجة ( الرفق بالنساء وحلّ مشكلة العنوسة ) ..
وهو أبعد من ذلك إذ ْ أنه يشبع شهوته وفقط !!
آخر يذم ويقدح كلّ مدخـّن .. ويرفض الجلوس معه ويصفه ربما بـِ جليس سوء ..
وهو ذاته لا يتورع عنْ الكذب في أمور أخرى في حياته ..
رفض الكثيرين لـِ كثيرا من أمور ٍ تتعلق بالمرأة
( الدراسة \ العمل \ بطاقة الأحوال \ قيادة السيارة \ التجارة والانخراط في عالم الأسهم ....الخ )
وليس لهم أيّ حجة سوى شماعة العادة والتقاليد ..
في حين تجده هو لا يتورع عنْ متابعة الفضائحـيات والتلذذ باللحم البارد المعروض والقنوات المشفرة ..
ثمّ ينفث عنْ يساره بعد أنْ ( يشبع متعته ) قائلا - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - !!
تجد آخرى تعيب وترفض تشقير الحاجبين أو لبس العباءة على الكتف .. وكلا الأمرين مسائل خلافية ..
وهي تأتي بـِـ عظيم قال فيه عزّ من قائل ( أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه )
فتراها لا تجد حرجا ً أو خوفا ً أو حتى تعظيما لفداحة أنْ تأكل في لحوم البشر ..
( قالت فلانة - سمعتِ عنْ فلانة - واعيباه من فلانة - .....الخ )
ولعلّ هذه الأخيرة - الغيبة - لـِ هي لعمري ( داء القصيم ) بشكل خاص !!
ثمّ سوء الظنّ والشكّ وتقديم مظان السوء على مظان الخير !!
حتى لا تكاد مثلا تخرج إحداهن لأجراء مكالمة هاتفية إلا حامت خلفها الظنون (( أكيد طلعت تكلم واحد )) !!
أو جاء عمها ذات يوم ٍ ليأخذها من المدرسة بدلا عنْ أخيها .. لـ يُقال مواعدة واحد ..
وذلك لمنْ لا همّ له إلا ملاحقة ومتابعة أحوال وخصوصيات الآخرين !!!
والله تعالى يقول ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا ً من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم ) ...
- تأصيل –
صحيح أنّ إقدام المرء على ارتكاب مخالفة شرعية معينة لا يعني هذا أنْ يمتنع عن النصح والتوجيه .. فجلّ من لا يخطيء ..
خلاصة ما أقصده هو أنه يلزمنا أنّ لا نجعل من الدين شماعة نـعلــّق عليه رفضنا لأمور ..
ما كانت مرفوضة إلا ( عادة أو هوى ) ..
في حين أننا مفرّطين في أمور هي من صميم الدين والعقيدة ..
وخير ختامي هو قول ذو الجلال والإكرام ..
( أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
( أتؤمنون ببعض الكتاب وتفكرون ببعض )
كونوا بخير ..
[/align]