( حوار الأسبوع الثاني ) | ... |

[دِيم]

لأنّ الموضوع الحواري الأوّل كان عن الخارطة .. فإنّ ذهني التقط البوصلة لكي أعتلي برجي الذي لا يتعدى سرير متهالك ..
وأمخر عباب صحراء هذه الجزيرة العربية .. بشفقةٍ احتواها قلبي لكّل من دب على هذه الأرض المقدسة ..
والبعض منهم يتمنون أنهم تحت أديمها ..

،

بالرغم من مظهري الرقيق .. وعينَيّ الذابلتين ..
إلا إنّ لدي عقلاً لا يهدأ .. ومخّاً يصل إلى العظم .. ومن ثمّ أبدأ في الإرتجاف من طرح فكرتي هذه ..
ششش .. فإنّي شاهدت ذات مقطع يجعل من نظرية المؤامرة شرابنا و زادنا .. بأنّ القوى العظمى عدوّها اللدود .. هو العقل المفكّر .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله ..
هززت رأسي .. لكي أنفض عنه تبرَ ماقد يخرج ..
لكنّ من أمر عقلي بالتفكير .. أمرني بإكرام هذا الذي أرهقني .. !
وجعل من هذا الأمر عبادةً تدخلني الجنّة ..
مالكم بالطويلة .. :
قرأتُ أو حضرت .. لا أتذكر تحديداً .. :
أن هناك 2% من سكان العالم هم من يصلحون قادة .. و 2% لايصلحون أن يكونوا قادة ولو علّمُوها صباح مساء ..
تبقّى لدينا .. 96% يمكن أن يكونوا قادة ( مدربون .. ) .. ( ولست أعرفني أين أنا من تلك الأرقام الثلاثة )
ومن واقع .. الـ 2011 ( عام الشعوب ) علمت ماذا يعني أن نكون اولئك الـ 96%
لكن الصقل والتدريت هو ترف لا نحبّذه الآن .. بقدر مانريد .. أن تصلح بطانة الـ 2%
أليس من حقّي أن أختار من يعظني ..؟ من يعلمنّي ..؟ من يطببني ..؟
أليس من حقي أن أكفر بنظرية الفقر العالمية .. وفي ديني ركن يسمّى .. ( الزكاة ) ؟
أليس من حقّي أن أنزه أذني عن سماع أن هناك من باع عرضه فقط لكي يوفر على مائدته أرغفة خبز وقليل من حليب ..؟
أليس من حقّي أن تُتَمم لي معاملاتي مهما عظمت .. في هذه المحاكم التي يفترض بها أن تحكم بالعدل .. فما بالها تأخذ سنيناً تترك الطفل في مرحلة التسنين لكي تأتي له في مرحلة البلوغ ..؟
أليس من حقّي أن أدخر ثلثاً من مالي وأصرف الثلث .. وأجعل لنوائب الدهر ثلثاً .. أم أن أفواه الطبقة العليا تأكل مالِ أطفالي من مال ..؟
أليس من حقي وأنا في طريقي إلى الجامعة أن لا أرى منظراً لجسر قد ترك عشرات السنين وهو في طور الإنشاء .. لتسافر بثمنه عائلة من أوقف حاله ..؟
أليس من حقّي أن أكفر بالجامعات التي احتلت المراتب الأخير في التصنيف العالمي للتعليم ..؟
أليس من حقّي أن أمتلك ارضاً في بلادي تلك التي علموني أنها ( شبه قارة ) .. وإلى هذه اللحظة لم يردني سبب مقنع .. في منح الأراضي بعد عشرات السنين من الإنتظار ؟
أليس من حقّي أن أخاطب المسؤول مباشرة بلا أبواب ولا نوافذ .. ولا معارف ولا واسطات .. لا لشيء إلا أنه من حقّي ..؟
أليس من حقّي أن أعيش بأرضٍ هي من حق المسلمين جميعهم , وليس لعائلة تقبض وتبسط نفوذها كيف تشاء ..؟
أليس من حقي أن أكون مسملة بلا تصانيف ولا تحزبات .. ولا حرب خفيّة بين التيار الإسلامي وما يقابله من تيارات أخرى مهما كان مسماها ..؟
أليس من حقّي أن أحضر الجُمع والعيدين .. لا لكي أسمع خطب من التراث القديم .. وتحريم المحرمات وإباحة المباحات ..؟
أليس من حقي أن تطبق شعائر ديني في وطني ..؟
أليس من حقّنا أن نرى أسرانا في السجون ونسأل عن ماهية قضاياهم .. ؟
أليس من حقنا .......................................... إلخ


ومن ثمّ إني أعدكم أن أدللني بتعليمي صفات القائد .. فيما بعد ..
ولكلٍ أزجي عذري حان موعد كأس الحليب و العودة إلى برجي الذي ليس سوى سرير متهالك ..

،
ومن ثمّ :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، شَتَمْتُهُ، لَعَنْتُهُ، جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً، تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. المصدر صحيح مسلم